نصيحة هذا الأسبوع: لا تستصغر كمية التفاصيل الموجودة في مسائل الرياضيات.
في هذه النشرة بتكلم لكم عن مشكلة واجهتها أول ما بدأت التعليم، بالإضافة للإستراتيجية البسيطة لحلها.
استراتيجية تسهل عليك التخطيط وتسهل عليك الشرح.
وعشان أكون واضح، اللي أقصده بكلمة ”استراتيجية“ هو آلية تطبقها بشكل روتيني بحيث يصبح تصميم وتقديم الدروس خفيف ولطيف وسريع.
بسم الله نبدأ
(أول درس صممته، وكان عن تشابه المثلثات)
أول ترم
عقلي مليئ بأفكار الرياضيات وعندي رغبة شديدة بمشاركة جميع هذه الأفكار مع الطلاب. كنت أتبع هذا الأسلوب:
أعرض سؤال أحله مع الطلاب
وبعدها سؤال مختلف أحله مع الطلاب
وبعدها سؤال مختلف أحله مع الطلاب
وبعدها مجموعة أسئلة أحددها للطلاب يحلونها في الصف أو كواجب منزلي
رشقات أسهم من المعلومات تجاه عقل الطالب
كنت أتبع هذا الأسلوب في كل حصة. وظليت على هذا الحال إلى نهاية الترم. في النهاية اكتشفت أن ٩٠٪ من المعلومات ما تدخل عقل الطالب وما كنت أعرف السبب.
هل المشكلة في الطالب؟ هل المشكلة في الشرح؟ في أسلوبي؟
فبدأت رحلة البحث (٣ سنوات): كيف أعلم الرياضيات بشكل فعال؟
أثناء هذه الرحلة قرأت وجربت، وجبت العيد مرات وكرات
لكن الحمد لله طحت على جزيرة الكنز
تعلمت نظرية العبء المعرفي
باختصار، النظرية تشرح كيف نتعلم، وتعطي قواعد لتصميم دروس تزيد نسبة التعلم.
إحدى هذه القواعد هي المثال المحلول—وهذه هي الاستراتيجية اللي بتسهل عليك التخطيط والشرح، وبتسهل على طلابك الفهم.
فكرتها أنك تحل مثال مع الطلاب كالمعتاد، ولكن بعد هذا المثال تخلي الطلاب يحلون مسألة مشابهة بنسبة ٩٩٪
وعشان تضبط فكرة المثال المحلول مهم جداً أنك تتبع ٣ شغلات. تعال نشوفها مع بعض.
١) حدد أمثلة رئيسية لكل درس
بدل ما تفكر في الدرس كمجموعة كبيرة من المسائل يتدرب عليها الطالب بدون نمط محدد، راح تفكر في أمثلة أساسية.
**عادة أمثلة كتاب الرياضيات تنظم بهذه الطريقة،كل مثال فكرة مختلفة. لكن بعض الأحيان المثال الواحد يحتوي على مجموعة أفكار. في هذه الحالة من مثال واحد نكتب أمثلتنا الأساسية (مثل الصورة تحت)
بعد تحديد الأمثلة، حدد طريقة حلها، واكتبها بالتفصيل. راح تكون هي الأمثلة المحلولة اللي تعرضها أثناء الشرح
٢) اكتب سؤال مشابه بنسبة ٩٩٪ لكل مثال
هذه خطوة سهل أن الواحد يغلط فيها. كيف أعرف؟ لأني غلطت فيها مرات ومرات ومرات
أكون مستعجل، فاشرح ومثال وبعدها أعطي الطلاب تمرين مشابه بس فيه فكرة صغيرة جديدة.
مثلا أعلمهم حل معادلة س + ٤ = ١٠
وبعدها أعطيهم س + ٥ = -١٠
أفرض بيني وبين نفسي أن “اذا فهموا طريقة الحل، العدد السالب ما بيفرق معاهم”
ايش النتيجة؟ أغلب الطلاب يتلخبطون
تعلمت من التجارب والاطلاع على أبحاث التعليم أن فرض “اذا فهموا طريقة الحل” ليس مناسب في هذه المرحلة. الآن مرحلة بناء الفهم. لذلك لابد أن يكون السؤال مشابه بنسبة ٩٩٪
وعشان تسوي هذا، في شغلتين تنتبه لها:
- استخدم نفس أعداد المثال (أعداد صغيرة، أعداد كبيرة، موجبة، سالبة، كسرية)
- غير شيء واحد فقط بين المثال والسؤال (رمز، رقم، اشارة)
بهذه الطريقة انت تقلل نسبة أن الطالب يتشتت بسبب التغيرات السريعة.
الآن بعد ما كتبنا المثال والسؤال يبقى لنا طريقة العرض.
٣) اشرح ثم اسأل بالتناوب
بدل ما تصير الحصة شرح شرح شرح، تمارين
راح تصير شرح، تمرين، شرح تمرين، شرح تمرين
وهنا في فكرة مهمة لااااازم تضبطها.
المثال المحلول لابد أن يكون موجود أمام الطلاب أثناء حلهم للسؤال المشابه. مثلا يكون معروض على السبورة أو مكتوب في ورقة عند كل طالب. بهذه الطريقة يقل تشتت الطالب. بدل ما يكون تركيزه منقسم بين تذكر الطريقة وتطبيقها، راح يركز ١٠٠٪ على تطبيق فكرة الحل في السؤال.
كمان في فائدة لك من التناوب بين الشرح والتمرين.
وهي فرصة قياس مدى فهم الطلاب لمثال معين قبل ما تنتقل للي بعده. وبناء على فهمهم تقرر اذا يحتاجون تمارين أكثر على نفس الفكرة.
نقطة أخيرة: لما أقول “شرح تمرين شرح تمرين” أنا ما أقصد مثال واحد تمرين واحد. بعض الأحيان (مثل ما تعرف) نحتاج أكثر من مثال وأكثر من تمرين. اللي أقصده أنا بالتناوب بين الشرح والتمرين هو تناوب الأفكار. وهذا يعطيك مجال للإبداع
ممكن يكون درسك: شرح مثال، شرح مثال مشابه، حل تمرين مشابه >> شرح مثال مختلف
ممكن يكون درسك: شرح مثال، حل تمرين مشابه حل تمرين مشابه >> شرح مثال مختلف
وممكن يكون درسك: شرح مثال، شرح مثال مشابه، حل تمرين مشابه، حل تمرين مشابه >> شرح مثال مختلف
هل استمتعت بهذا المنشور؟ لا تتردد في مشاركته مع صديق عزيز!