تخلص من ازعاج الطلاب بداية الحصة

”لما ادخل الصف الوضع فوضى
اضطر انه ارفع صوتي واقعد أنادي بالأسماء
ليه ما ينضبطون بمجرد ما ادخل
هذا الشي يصير كل يوم ويستنزف طاقتي

بالتالي ما اقدر اقدم الدرس بالصورة اللي اتصورها. وهذا يزعلني لأنه ودي أقدم الدرس مثل ما خططت له. ما أبغى جهدي ووقتي يضيع على تسكيت الطالبات“

إذا كنت تعيش هذا الواقع، لا تقلق.

أنت لست الوحيد، بل أنت مع الأغلبية الذين يواجهون هذا التحدي.

مشكلة فوضى البداية تمنع معظم المعلمين والمعلمات من بدء الدرس بانطلاقة قوية وتسخير كل طاقتهم ووقت الحصة في التدريس.

”الشي الحلو“ هو أن التخلص من فوضى البداية ليس صعباً—بعد أن تتعلم فكرة الحزم والروتين.

ما تحتاجه لتتخلص من فوضى البداية

إذا خيرت الطلاب، سيختارون الراحة

قبل عدة أسابيع، دخلت الصف ووجدت ترتيب الطاولة مختلف عن العادة، وما إن جلست إذ جاءني معلم الحصة السابقة الأستاذ هاني.

”طلبت من الطلاب ترتيب الطاولات على هذا النحو لأنه يشجع على النظام وعلى الجلسة الصحيحة“

سألته ”ماذا تقصد بالجلسة الصحيحة؟“

فقال ”أنت ترى بالعادة أنهم يسندون ظهورهم إلى الحائط ويصبح بإمكانهم الكلام مع كل من هم حولهم. لذلك طلبت منهم إبعاد الطاولات عن الحائط“

أنا وأنا مندهش ”ما شاء الله. فكرة رائعة. استنادهم على الحائط فعلاً يزعجني وأنت الآن خلصتني من هذه المشكلة. شكرا لك“

بعدها أطلعني الأستاذ هاني على بعض الأفعال الروتينية التي يتبعها داخل حصته ليشجع طلابه على النظام. أخبرني أنه بمجرد بدء الحصة، طلابه يعرفون ما هو متوقع منهم بالضبط. شكرته وأخبرته أني سأتبع نفس الأسلوب الذي يستخدمه معهم.

هذا هو صف الأستاذ هاني، دعنا الآن ننتقل لصف معلم آخر.

الأسبوع الماضي دخلت صفًّا أثناء الدقائق التي بين الحصص، ووجدت معلم الحصة الأستاذ جلال حازماً حقيبته مستعداً للخروج ثم نظرت فإذا بأحد الطلاب في مقعده مسنداً ظهره على الحائط، في يده شيشة إلكترونية وهو على وشك الشفط.

في هذه اللحظة ارتادني خليط من المشاعر: (١) الدهشة بسبب جرأة الطالب فهو لم يأبه لوجود معلمه (٢) الفرح لأنني وجدت فرصة لتوبيخ هذا الطالب كثير المشاكسة (٣) الإلهام لأني أدركت في تلك اللحظة أثر الحزم والروتين على الطلاب.

وهذا الإلهام هو ما أريد أن أشاركه إياك. 

طلاب الأستاذ جلال يصفونه بـ”المتساهل“، ويعنون بذلك أنه يسمح لهم باستخدام الجوال والجلوس حيث شاؤوا بل حتى بالحديث أثناء الحصة.

حرية كبيرة.

النتيجة، فوضى وتجاوز خطوط حمراء.

لا تعطي الطلاب هذه المساحة، لأنهم لا يعرفون اختيار ما هو أنفع لهم.

كن حازماً معهم، أي واضحاً في توقعاتك منهم وثابتاً في فرضها داخل الصف—من الدقيقة الأولى.

استخدم معهم روتين ثابت بداية الحصة، دربهم على خطوات محددة يتبعونها عند دخولك.

اشرح لهم هذه الخطوات. خصص حصة لتدريبهم على الخطوات. لا تقبل أقل من ١٠٠٪ التزام.

سأختم بإعطائك مثال لروتين بداية الحصة.

مثال (مادة رياضيات): بمجرد دخولي الحصة، يجلس جميع الطلاب مباشرة ويفتحون الدفتر على صفحة جديدة مستعدين للمسألة التي أكتبها مباشرة (قبل الترحيب بالطلاب). يبدؤون الحل بصمت أثناء استعدادي للحصة (كتابة على السبورة، فتح اللابتوب، تشغيل البروجكتر). مرور سريع على جميع الطلاب للتأكد من محاولة الحل. ثم المناقشة.

مجرد مثال.

روتينك خاص بك. اطلق العنان لإبداعك. واستعمل نظراتك الحازمة.

أراك الأسبوع القادم

متى ما أردت، أستطيع مساعدتك من خلال:

١) منهج المعلم: انضمـ/ـي لأكثر من ٦٠ معلمـ/ـة في دورتي لتدريس الرياضيات. تعلمـ/ـي مهارات لرفع دافعية الطلاب وزيادة تعلمهم، واكتسب استراتيجيات لضبط الصف وقياس الفهم

٢) استشارة سريعة (مجانا): تواصلـ/ـي معي بطرح سؤال عن التعلم والتعليم