٣ طرق لطرح الأسئلة لازم تضيفها لحقيبتك التعليمية

استوقفتني تغريدة الأسبوع الماضي تتكلم عن ضعف فائدة طرح الأسئلة بسبب ضعف تفاعل الطلاب معها، وأنه لابد من بديل.

انزعجت.

 كيف ذلك وطرح الأسئلة يعتبر من أهم عناصر التدريس، فالأسئلة:

تساعد الطلاب على حفظ المعلومات
تساعد المعلم على قياس مدى فهم الطلاب
تكسر رتابة الدرس، مما يجعل الحصة أكثر تفاعلا

أردت أن أعلق على تلك التغريدة، لكن تداركت نفسي بعد تذكر حالتي قبل سنة.

لم أكن أعرف عن طرح الأسئلة غير المعتاد، أشرح الدرس ثم أصمم سؤالا أرميه كما يرمي الصياد سنارته. يومٌ أصيب، ويومٌ أخيب. في الحقيقة هذا هو حال كثير من المعلمين الذين أتحدث إليهم. للأسف لم يعلمنا أحد طريقة لطرح الأسئلة ترفع من نسبة التفاعل.

ما الحل؟

من بحثي المتواضع وتجاربي البسيطة، توصلت لـ٣ طرق تساعدني في تصميم فقرات أسئلة هادفة.

في هذه النشرة، سأوضح فكرة كل طريقة وكيفية تطبيقها في صفك.

الطريقة الأولى: الاستجابة الأنشودية

فكرة هذه الطريقة هي أن يطرح المعلم معلومة ويسأل عنها مباشرة.

المعلم: يتكون الكسر من بسط ومقام. يللا يا طلاب ثاني ب، من ماذا يتكون الكسر؟
بعض الطلاب: من بـــسط ومقـــــام.
المعلم: لا لا، لازم كلنا نجاوب في نفس الوقت. يللا مره ثانية، من ماذا يتكون الكسر؟
جميع الطلاب: من بـــسط ومقــــــام.

بإمكانك أيضا توجيه هذا السؤال لطالب معين.

المعلم: يتكون الكسر من بسط ومقام. عبدالله، من ماذا يتكون الكسر؟

وبإمكانك أيضا عكس السؤال

المعلم: يتكون الكسر من بسط ومقام. عبدالله، ما الذي يتكون من بسط ومقام؟

متى تستخدم هذه الطريقة؟
مع المعلومات البسيطة مثل المصطلحات الجديدة أو التعاريف القصيرة أو الإجراءات المباشرة.

ما الفائدة من هذه الطريقة للطلاب؟
بناء طلاقة معلوماتية.

كيف تخدمك هذه الطريقة؟
سرعة التنفيذ = حفظ لوقت الحصة
سهولة التفاعل = نشاط داخل الصف
سهولة التطبيق = حفظ لطاقتك الذهنية

الطريقة الثانية: مناقشة الزميل

فكرة هذه الطريقة هي أن يطرح المعلم سؤالا، عادة يتطلب بعض التفكير، ثم يكلف كل طالب بأن يقابل زميلا بجانبه ليتناقش معه.

كيف نجمع الكسور؟ أريد من كل واحد فيكم أن يناقش زميله لمدة ٣٠ ثانية، بعدها سنتناقش جميعا.

متى تستخدم هذه الطريقة؟
مع الأسئلة التي تطلب تفكيرا وتنظيما للمعلومات مثل سؤال ”كيف“ وسؤال ”لماذا“

ما الفائدة من هذه الطريقة للطلاب؟
تعطي الطلاب فرصة لتنظيم أفكارهم وصياغة إجابة كاملة

كيف تخدمك هذه الطريقة؟
الجميع يتكلم وهذا يعطيك فرصة لاقتناص الإجابة المثالية (أو الخاطئة) التي تريد أن تناقشها بعد الانتهاء من ”مناقشة الزميل“

بعض التوجيهات
يحتاج طلابك أن يعتادوا على هذه الطريقة لتكون خالية من الفوضى والتي قد تحدث في ٣ مواقع:

١) في البداية – قد يظل البعض ساكتين بعد أن تطلب منهم مناقشة زملائهم. لكي تعالج هذه المشكلة، اشرح لطلابك فكرة ”مناقشة الزميل“ وحدد لهم علامة تدل على بداية النقاش، مثلا كلمة ”ابدأ“.

٢) أثناء النقاش – قد يتحول النقاش إلى ضوضاء، أصوات عالية أو “سوالف” جانبية. علاج هذا هو أن تخبرهم بمستوى الصوت المناسب وأن تعيد توجيه كل من يخرج عن موضوع النقاش.

٣) في النهاية – بعد انتهاء مدة النقاش، سيظل مجموعة من الطلاب مندمجين في الحديث مما يؤخر فقرتك القادمة، لذلك حدد علامة تدل على انتهاء النقاش مثل صفقة اليد أو كلمة ”Stop“

حيلة فنية: لا تنتظر حتى يفرغ الكل من الكلام لتبدأ النقاش مع الجميع، استغل وجود الطاقة واستثمرها في فقرة النقاش.

الطريقة الثالثة: السؤال المباشر

فكرة هذه الطريقة هي أن يطرح المعلم سؤالا على طلابه ثم يمهلهم مدة كافية ليفكروا في الإجابة بصمت وبدون رفع أيد، وبعد ذلك يختار طالبا للإجابة.

معلم فيزياء: لماذا اشعر بالحرارة عند ملامسة زجاج النافذة؟ … انتظار بضع ثواني… عبدالله.
عبد الله: لأن الزجاج حار.
المعلم: لماذا الزجاج حار … حسن.
حسن: بسبب الشمس.
المعلم: لكن الشمس تبعد ملايين الكيلومترات، كيف تصل لنا حرارتها؟

كيف تتم عملية الاختيار؟
 إما بشكل عشوائي لتقيس مدى الفهم، أو بهدف استراتيجي مثل تدريب طالب معين على التحدث أمام جميع زملاءه.

متى تستخدم هذه الطريقة؟
عادة مع سلسلة من الأسئلة بغرض النقاش أو مراجعة فكرة سابقة.

ما الفائدة من هذه الطريقة للطلاب؟
سيفكر الجميع تحسبا لاختيارهم من قبل المعلم، والتفكير يرفع نسبة التعلم.

كيف تخدمك هذه الطريقة؟
تساعدك في إدارة النقاش وذلك يعود لسببين: الاستماع للسؤال بصمت والتفكير في الإجابة بعمق

عرفنا الطرق، ماذا نفعل الآن؟

لقد تعرفنا على ٣ طرق لطرح الأسئلة. ما نريده فعله الآن هو الانتقال من مرحلة المعرفة إلى مرحلة الإتقان، بحيث تصبح هذه الطرق جزء لا يتجزأ من دروسنا. سنقوم بذلك على ٣ مراحل (حدد في أي مرحلة أنت الآن واعمل وفقا لذلك).

المرحلة الأولى: حول المعرفة النظرية إلى عملية

في هذه المرحلة أنا أفرض أنك لم تجرب هذه الطرق من قبل. لذلك كل ما عليك فعله في هذه المرحلة هو أن تبدأ. جرب كل طريقة واستكشف تفاعل طلابك معها وأثرها على تعلمهم. 

لا تقلق بشأن المثالية في التطبيق، توقع بعض الأخطاء، لأنك تتعلم.

المرحلة الثانية: استخدم الطرق بشكل هادف

بعد أن تتخطى مرحلة التجريب سترتفع ثقتك أثناء تطبيق الطرق وستزداد معرفتك بفعالية كل منها. الآن حان الوقت لاستخدام كل طريقة بشكل هادف، فبدل أن تفكر في ”أي طريقة أجرب لإثارة تفاعل الطلاب“ ستسأل نفسك ”ما هو الهدف من سؤالي وأي طريقة تناسب هذا الهدف“

معلومات بسيطة + بناء طلاقة = استجابة انشودية
سؤال يتطلب تفكير + تعاون = مناقشة الزميل
مراجعة + قياس فهم طالب محدد = سؤال مباشر

بعد أن تتقن استخدام كل طريقة بشكل هادف، ستكون مستعدا للمرحلة الأخيرة

المرحلة الثالثة: ادمج الطرق الثلاثة في خطط دروسك

أنت تعرف متى تُستخدم كل طريقة وكيف تطبق. هدفك الآن هو دمج كل الطرق في دروسك، فمثلما لكل درس مقدمة ومتن وخاتمة، لكل درس استجابة انشودية ومناقشة زميل وأسئلة مباشرة.

لتحقق ذلك لابد من التخطيط، لتحدد الأسئلة وطريقة طرحها ومتى ستطرحها. وربما أفضل طريقة لفهم هذه المرحلة هي أن ترى خطة تفعل جميع الطرق في حصة واحدة.

خاتمة قصيرة

مفتاح التعلم هو التفكير، وبوابة التفكير هي الأسئلة … إذا تفاعل معها الطلاب. في نشرة هذا الأسبوع شاركتك ٣ طرق لتكسر رتابة الأسئلة المعتادة ولتصنع فرصة تفاعل هادفة ببساطة. أنا متأكد أن هنالك ١٠٠ طريقة وطريقة لطرح الأسئلة، وكل طريقة لها ما يميزها. لكني وجدتُ أنّ هذه الطرق الثلاثة تساعدني على تبسيط عملية طرح الأسئلة. لذلك أتمنى أن تساعدك أيضًا، أو ربما تكون بداية لك لتكتشف أساليبك المفضلة.

أراك الأسبوع القادم.

متى ما أردت، أستطيع مساعدتك من خلال:

١) منهج المعلم: انضمـ/ـي لأكثر من ٦٠ معلمـ/ـة في دورتي لتدريس الرياضيات. تعلمـ/ـي مهارات لرفع دافعية الطلاب وزيادة تعلمهم، واكتسب استراتيجيات لضبط الصف وقياس الفهم

٢) استشارة سريعة (مجانا): تواصلـ/ـي معي بطرح سؤال عن التعلم والتعليم