في التعليم، شعلة الشغف هي مصدر العطاء، ومفتاح النجاح، وباب الاحتراق الوظيفي
إذا لم تكيف هذا الشغف مع أوضاع التعليم.
أقول لك هذه الكلمات لأنني كنت شعلة شغف في سنتي الأولى، والثانية والثالثة، وكنت أذوب كالشمعة في أجواء متقلبة وسط قرارات متخبطة. ولولا اهتمامي بمهارات التعليم، لانطفأ عطائي وأصبحت شمعا باردا يلقي محاضرات مكررة.
مهاراتك هي سترة النجاة.
وفي حديثنا هذا الأسبوع سأقدم لك أحد المهارات التي تنقذني كل يوم: التحفيز بالنجاح.
هدفي هو أن أحفظ وقتك وجهدك الذي تبذله في تشجيع طلابك بالكلام (٢٤ مرة، كل يوم)، مع الحفاظ على دافعية طلابك—بل وربما زيادتها!
بسم الله نبدأ:
هل التحفيز يسبب النجاح؟ أم النجاح يصنع الحافز؟
قبل أن أطرح النصيحة العملية لهذا الأسبوع، أريد أن أقف قليلا على موضوع العلاقة بين التحفيز والنجاح.
غالبا ما يفكر الناس أن النجاح يأتي بعد دافع كبير يحث الإنسان على مواصلة العمل الدؤوب، وأن من لا يملك الدافع لا ينجح. لكن الحقيقة هي أن العلاقة بين الدافع والنجاح تكاملية.
الدافع يؤدي للنجاح، والنجاح يصنع الدافع.
استغلال الجزء الثاني من هذه العلاقة سيخفف عليك عبء التعليم.
خلينا نشوف كيف.
١) اطرح أسئلة كثيرة
الأسئلة بطبيعة حالها تحرك فكر الإنسان، والإجابة عليها تعطيه شعور بالإنجاز.
هذا الشعور يتضاعف عند الطالب لأنه يرغب أن يكون ناجحا في نظر معلمه وبين أقرانه. لهذا السبب، زيادة عدد الأسئلة تعني زيادة فرص الإنجاز وبالتالي زيادة الدافعية.
أسئلة كثيرة؟ كم يعني؟
كل معلومة = سؤال
وراء هذه القاعدة سببان: (١) أي معلومة تقدم في الصف تفقد أهميتها في نظر الطالب إذا لم يُسأل عنها (٢) كلما زادت معلومات الدرس، زادت أسئلتك.
في أغلب الأحيان، لن يكون غير واقعيا تصميم سؤال لكل معلومة، ومن الأفضل تصميم بضع أسئلة لكل فكرة أساسية في الدرس. ولكن أريدك أن تحفظ القاعدة كما هي لتتذكر أهمية زيادة عدد الأسئلة.
٢) صمم أسئلة يستطيع حلها٧٠ ٪ من الطلاب
مستوى صعوبة الأسئلة لا يقل أهمية عن عددها.
فلو كانت أسئلتك بسيطة جدا (تافهة) سيشعر الطلاب بالملل دون الإنجاز وإذا كانت صعبة جدا (تحدي) سيشعر كثير من الطلاب بالعجز والإحباط.
في كلتا الحالتين لن يكون السؤال محفزا وستجد نفسك مضطرا لاستخدام خطابات تحفيزية والاستماتة في تشجيع الطلاب. أو تجيب عن السؤال بنفسك فتشعر أنت وطلابك بالانزعاج.
النسبة السحرية: ٧٠٪
هذه قاعدة حدسية اخترعتها لنفسي وستساعدك في التحفيز بالنجاح.
تقول القاعدة أنه يجب أن يكون ٧٠٪ من الطلاب قادرين على حل السؤال. القدرة هنا ليست بمعنى معرفة الإجابة مسبقا أو سرعة الوصول لها. معنى القدرة هو أن يمتلك الطالب المعلومات الكافية لحل السؤال خلال مهلة معقولة.
أصف هذه القاعدة بحدسية لأنني لا أفكر ب٧٠٪ بشكل حرفي: سبعون بالمئة من ثلاثين طالبا يساوي واحدا وعشرين…
”مش لدرجااا دي“
وإنما أحاول قدر المستطاع أن أخمن إذا ما كان أغلب الطلاب قادرين على حل السؤال قبل طرحه. وهذه عملية مرنة. إذا كان السؤال صعبا، بسطته. وإذا كان بسيطا، صعبته.
أدعوك لتجربة التحفيز بالنجاح
• في بداية درسك القادم، صمم مجموعة من الأسئلة يستطيع أغلب طلابك الإجابة عليها. قد تكون هذه الأسئلة مراجعة لدرس سابق، أو تمهيد لدرس جديد.
• بعد الانتهاء من شرح فكرة أساسية، صمم مجموعة من الأسئلة لمراجعة ما تعلمه الطلاب.
• افعل نفس الشيء في نهاية الدرس.
تذكر، أنت تصمم اسئلة لتحفزهم (لا لتتحداهم)
تذكر، كل معلومة = سؤال
تذكر، ٧٠٪
أصبح لديك الآن نسخة من خطة التحفيز بالنجاح.
أتطلع لسماع رأيك، تجربتك، سؤالك على حسابي