في بداياتي كمعلم، كنت اتساءل باستمرار.
كيف لي أن أعرف إذا كان تدريسي جيد؟
أتذكر وقتها أنني كنت أتعلم أفكاراً من الزملاء.
”اكتبْ بخط واضح“
”استفد من المصادر الجاهزة“
”اطرح أسئلة مباشرة بعد الشرح“
زخم النصائح اقنعني بوجود علمٍ مختلف عن تخصصي، ومن هنا تساءلت: كيف لي أن تعلم هذا العلم؟
بحثت في الانترنت، فوجدت كتاباً عنوانه جاذب واعد.
دفع الطلاب للتفكير في الرياضيات
أطروحة الكتاب قائمة على الفكرة التالية:
معظم طلابنا لا يفكرون أثناء حل مسائل الرياضيات؛
الغالبية العظمى منهم يقلدون المعلم دون فهم
والبعض يتجاهل شرح المعلم بالكامل
والبعض يتظاهر بالاهتمام
وقلة هم من يفكرون
وهذه الحقيقة ناشئة بسبب نظامنا في التعليم الذي لم يتغير منذ العصر الصناعي (عام ١٧٦٠ ميلادي).
عندما قرأت هذه الأطروحة شعرت أنني وجدتها!
فعلا، تعليمنا تقليدي!
أنا أقف بينما الطلاب جالسون.
أنا أتكلم والطلاب مستمعون.
أنا أكتب والطلاب ينسخون.
أين التفكير؟
من هنا بدأت استثمار وقتي في تعلم التعليم الحقيقي. قرأت الكتاب (مرتين) وطبقت ما جاء فيه. تحديدا، انطلقت من فكرته التي تقول أن التفكير يحدث عندما نحاول حل مشكلة لا نعرف طريقة حلها.
وأن الطلاب يتفاعلون أكثر عندما تشرح لهم الفكرة بسرعة ثم تكلفهم بحل المسائل في مجموعات (من دون أن تعطيهم كل التفاصيل)—لابد أن يكتشفوا التفاصيل بأنفسهم.
النتيجة؟
حماس كبير وتسابق لاكتشاف الحلول، وأفكار جديدة وصمود أمام التحدي.
طلابي أحبوا هذه الطريقة وأنا أحببتها.
إلى أن حان وقت الاختبار.
الوقت الذي نقيس فيه أثر كل تلك الطرق الجديدة لزيادة قدرة الطلاب على التفكير.
صدمة
لا أثر على الإطلاق.
طلابي عجزوا عن حل المسائل، المسائل المشابهة لما درسوه.
شعرت أنني عدت إلى نقطة الصفر.
كيف لي أن أعرف إذا كان تدريسي جيد؟
لماذا لا يتعلم طلابي بالرغم من كل ذلك التفاعل؟
سأقفز الآن إلى وقتنا الحاضر.
لو تسألني عن رأيي في الكتاب اليوم سأقول لك أنه ما فيه خطأ.
التقليد لا يعني انعدام التفكير، وتوجيه الطلاب للاكتشاف بدلاً من تقديم معلومات كافية مضيعة للوقت.
لكن هذا ليس هو موضوعنا.
أنا لم أشاركك القصة لأخبرك بالطريقة المناسبة للتعليم.
أنا أشاركك هذه القصة لأقول لك أنه بالرغم من الفشل وشعوري بالعودة لنقطة الصفر، إلا أنني وجدت تساؤلاً جديداً: لماذا فشلت الطريقة؟
هذا التساؤل قادني للخطوة التالية من بحثي في تعلم التعليم
أي بالرغم من اعتقادي أن ما في الكتاب خطأ، آنذاك كان خطوةً في الاتجاه الصحيح.
كثير هم الناس الذين يصابون بالشلل عندما تفشل خططهم. لأنهم يعتقدون أن الخطة ستوصلهم للوجهة الأخيرة.
لا تكن مثل هؤلاء الناس.
فكر في خطتك كخطوة للمرحلة التالية، والتي بدورها ستريك الخطوة التي بعدها …وهكذا.
لن تنجح جميع محاولاتك، لكن ثق تماما أن كل محاولة هي تعديل لمسار رحلتك.
أراك الأسبوع القادم