مبادئ روزنشاين: ٥ قواعد لزيادة تعلم الطلاب

ما الذي يجعل الدرس الفعال فعال؟

هذا السؤال مهم. وصعب. خصوصا على المعلم الشغوف حديث التعيين. من أين يبدأ تعلم المهنة؟ خصوصا مع تزايد طرق التدريس؟

قبل سنة صادفت مقالا يُعتبر مرجعا أساسيا للإجابة على هذا السؤال. يلخص المقال عمل البروفيسور باراك روزنشاين الذي بحث مهنة التدريس من ٣ جهات: ماذا يفعل المعلمون الناجحون؟ كيف يتعلم العقل البشري؟ ما هي استراتيجيات التدريس التي طورها الباحثون لمساعدة الطلاب على التعلم؟

لاحظ روزنشاين توافق بين ممارسات المعلمين ونتائج علم العقل ومقترحات الباحثين، ولخصه في ١٧ قاعدة للتعليم. في نشرة هذا الأسبوع، اخترت لك منها ٥ لا غنى للمعلم عنها.

تطبيق هذه القواعد لن يساعدك طلابك على التعلم فحسب، بل سينمي مهاراتك في التعليم.

يللا ندخل في صلب الموضوع

قاعدة ١: ابدأ الحصة بالمراجعة

مراجعة الدروس السابق يزيد ثباتها في الذاكرة، ويرفع سرعة استرجاع المعلومات مثل المصطلحات والمفاهيم والإجراءات. ثبات المعلومات هو أحد غايات التعليم، وسرعة الاسترجاع تساعد الطالب على استيعاب الدروس الجديدة. إذا لم تكن المراجعة من عادات تدريسك اليومية، ستتفاجئ من أثر المداومة عليها.

لكن ليست كل طرق المراجعة بنفس الفائدة.

لتكون المراجعة مفيدة، يجب أن تحرك فكر الطالب. يجب أن تكون فرصة يحاول فيها استذكار المعلومات السابقة (حتى لو واجه صعوبة). محاولة الاستذكار هي الغاية. وبالتالي وظيفتك هي طرح الأسئلة، وليس إعادة شرح الدروس كما يتصور الطلاب.

قد يتردد الطلاب في المشاركة أثناء فقرة المراجعة. لهذا أنصح بالبدء بأسئلة سهلة، ليكون النشاط أقل رهبة. جرب مثلا استراتيجية السؤال للاهادف لكتابة أسئلة بسيطة. لكن لا تترد في عرض أسئلة أكثر تحدي بعدما يعتاد الطلاب على المراجعة بهذه الطريقة.

قاعدة ٢: قسم الدرس إلى خطوات بسيطة

يحتاج الطلاب عند تعلم الأفكار الجديدة إلى التبسيط، فقدرتهم على استيعاب المعلومات والحفاظ عليها محدودة. لهذا السبب صمم محطات توقف في خطة شرحك تسمح لذاكرة الطالب بتثبيت المعلومات. مثلا عند حل مسائل نستخدم فيها نظرية فيثاغورس، كتابة القانون محطة، التعويض في القانون محطة، وحساب النتيجة محطة. كذلك عند عرض تعريف جديد. فهم التعريف محطة. إعطاء أمثلة للتعريف محطة. كتابة التعريف بمصطلحات دقيقة محطة.

ماذا نفعل عند الوقوف في المحطة؟

اسأل، تأكد من وصول المعلومات، أكمل الناقص وصحح الخطأ.

تقسيم الدرس لخطوات بسيطة مهمة أصعب مما تبدو. خصوصا في بداية سنوات التدريس، وذلك بسبب بساطة موضوع الدرس بالنسبة لنا. خبرتنا الواسعة بالرياضيات قد تنسينا الصعوبة التي يواجهها المتعلم المبتدئ. لذلك تذكر هذه النصيحة الفنية:

إذا واجه الطلاب صعوبة في الاستيعاب، صمم محطات توقف أكثر.

قاعدة ٣: قدم نماذج لحل المسائل

تخيل أنك تشرح طريقة ربط الحذاء لطفل. غالبا لن تكفي فقط بعرض الطريقة بل سترشد الطفل خطوة بخطوة لكي يجتاز المهمة، وفي كل خطوة ستبين له الحركة الصحيحة، وستوجه عينه لتنظر في المكان الصحيح.

نعمل عقدة دائرية هكذا، ثم ندخل بداية الرباط هكذا، ثم نشد بهذه الطريقة

هذا الشرح عبارة عن نموذج يتعبه الطفل.

كذلك في شرح مسائل الرياضيات نقدم نموذج. نبين للطالب كيف يفكر، أين ينظر، وماذا يكتب. ومن أفضل الطرق لزيادة استيعاب الطلاب للمسائل هو عرض مسألة محلولة بشكل مفصل على سبورة الصف كمرجع—كنموذج—للطلاب أثناء حل مسائل مشابهة. لمعرفة تفاصيل أكثر عن فكرة المسائل المحلولة، بإمكانك الإطلاع على هذه النشرة.

قاعدة ٤: اطرح أسئلة كثيرة

الأسئلة تشد الانتباه، وترفع الدافعية، وتكسر وتيرة الشرح، وتزيد نسبة التعلم، وتساعد المعلم على قياس مدى الفهم.

في شي فوايده أكثر من كذا؟؟

املأ خطة درسك بفقرات أسئلة، مثلا في بداية الحصة (مراجعة) أو أثناء التمهيد للدرس (مناقشة) أو بعد شرح الدرس (قياس). طرح الأسئلة قد يبدو هدر لوقت الحصة، لكنه في الواقع توفير بسبب العائد المعرفي على الطلاب. لذلك لا تترد في زيادة عدد الأسئلة.

وإذا كنت تتساءل ما إذا كان عدد أسئلتك كافٍ، فالإجابة لا.

اسأل أكثر.

قاعدة ٥: درس لكي يتقن الجميع

هذه هي الغاية العظمى، والأصعب.

نريد من جميع الطلاب إتقان الرياضيات، لكن نظرتهم للمادة وغيابهم المتكرر عقبة في الطريق. نريد من جميع الطلاب إتقان الرياضيات، لكن الكتب كثيفة ونحن مقيدون بجدول محدد.

ومع ذلك فقد وجد روزنشاين أن أفضل المعلمين يدرسون لكي يتقن الجميع.

هذا لا يعني أن نتوقف عند كل درس حتى يتمكن كل الطلاب من جميع الأسئلة—غير معقول. التدريس لكي يتقن الجميع تعني الإقدام على العمل متوقعين أن الطلاب سيواجهون صعوبة. مستعدين لمساعدتهم في تخطي هذه الصعوبة.

التدريس لكي يتقن الجميع تعني المداومة على قياس مستوى فهم الطلاب، تعني إعادة الشرح عندما يخطئ معظم الطلاب، تعني تقديم تغذية راجعة وتمارين مخصصة عندما تكشف نتائج الاختبارات عن ضعف الفهم.

بيئة التعليم ليست مثالية. وستضطر لتقديم التنازلات. كلنا نضطر. لكن أفضلنا هم الذين يواصلون إيجاد الحلول الإبداعية — لكي يتقن الجميع.

وصلنا للنهاية. آمل أن تساعدك هذه القواعد الخمس في تخطيط دروس ترفع تحصيل طلابك

أراك الأسبوع القادم

متى ما أردت، أستطيع مساعدتك من خلال:

١) منهج المعلم: انضمـ/ـي لأكثر من ٦٠ معلمـ/ـة في دورتي لتدريس الرياضيات. تعلمـ/ـي مهارات لرفع دافعية الطلاب وزيادة تعلمهم، واكتسب استراتيجيات لضبط الصف وقياس الفهم

٢) استشارة سريعة (مجانا): تواصلـ/ـي معي بطرح سؤال عن التعلم والتعليم