الأسبوع الماضي تناقشت مع معلمة فكرة ضبط الصف داخل معمل المدرسة.
تحدثنا قليلا عن مشكلة إنشغال بعض الطالبات بالكمبيوترات بدلا من الانتباه للشرح.
هذا الواقع يدفعني للتفكير.
لماذا ينشغل الطلاب بشيء غير الدرس؟ لماذا لا يركزون معي.
لا شك أن نمط الحياة هذه السنوات—من إدمان الجوالات وقلة النوم وانتشار المعتقدات الخاطئة عن المدرسة—يلعب دورا كبيرا في التأثير على تركيز الطلاب.
لكني لا أبحث عن إجابة من هذا النوع. أنا أبحث عن إجابة تحت سيطرتي، عن فعل أستطيع القيام به لكي لا ينشغل طلابي بشيء غير الدرس.
ذلك هو هدفنا في نشرة الأسبوع—سأعطيك قاعدة ترشدك في تنظيم بيئتك الصفية لترفع من تركيز طلابك في الحصة.
ما هو التركيز؟
هنالك أكثر من طريقة لتعريف التركيز.
التعريف الذي سيخدمنا اليوم هو التالي:
التركيز هو العملة التي يدفعها الطلاب للمعلم ليحصلوا في المقابل على المعلومات.
أي تصور أن كل طالب عنده مقدار محدود من ”عملة“ التركيز، يستطيع دفعها للمعلم أو دفعها في شيء خارج الدرس. وكلما دفعها للمعلم، تعلم أكثر.
الآن بهذا التصور يمكننا زيادة تركيز الطلاب في الدرس
سيناريوهان
تخيل أنك داخل سوبرماركت في مهمة لشراء غرض معين. وفي طريقك لهذا الغرض رأيت بجانبك ثلاجة الايسكريم المفضل لديك. أنت تحب الفانيلا المغطاة بالشوكولا. وفتح باب الثلاجة لسحب الايسكريم عملية سريعة لن تؤخرك في أداء مهمتك، إلا أنك لست متأكدا ما إذا كنت تحمل مبلغا يكفي لشراء الايسكريم والغرض.
هل ستفكر في شراء الايسكريم؟
طبعا ستفكر.
الآن تصور نفس هذه المهمة لكن السوبرماركت الذي أنت داخله ليس فيه ثلاجة الايسكريم. في هذه الحالة ستذهب مباشرة للغرض ولن تفكر في الايسكريم بتاتا لأنه لم يخطر في بالك أصلا.
الغاية من ذكري هذين السيناريوهين هو القول أنه من الطبيعي أن الطلاب سيوجهون تركيزهم في رغباتهم إذا توفرت لهم الفرصة، وتصميم بيئة صفية لا تفتح المجال لهذه الرغبات يساعد الطلاب على التركيز في الدرس.
بعبارة أخرى، اجعل التركيز في أي شيء سواك صعب.
هذه هي القاعدة التي ستساعدك في زيادة تركيز الطلاب.
مثال تطبيقي
في تجاربي داخل معمل الكمبيوتر وجدت تشتتاً كبيراً عند طلابي أثناء عرضي للتعليمات. كثير منهم كانوا يطرحون أسئلة إجاباتها موجودة في التعليمات.
لماذا لم يركز طلابي؟
انتبهت فيما بعد أنهم بالعادة ينشغلون ”بالعبث“ فيما هو موجود على شاشة الكمبيوتر. العبث هو ثلاجة الايسكريم، هو الرغبة التي تشتت تركيزهم. لذلك اتخذت قراراً وهو أن لا أسمح للطلاب باستخدام الكمبيوتر أثناء تقديمي للتعليمات، بل صرت أطلب من كل واحد منهم أن يحرك كرسيه بحيث يكون جسمه في اتجاه المعلم.
النتيجة: توقف الطلاب عن طرح الأسئلة ونفذوا التعلميات بدقة.
تذكر: قدرة الطلاب على التركيز محدودة، فلا تسمح لهم أن يفرطوا بهذا التركيز في أي شيء سواك.
أراك الأسبوع القادم