تفاعل طالبتك لا يعني أنها تتعلم إلا إذا حققتي هذا الشرط

في تعليم الرياضيات، كل ما نحتاجه هو أن نجعل درسنا ممتعا وستتعلم الطالبات بشكل تلقائي—هذا ما كنت أعتقده في بداياتي.

بناء على هذا الاعتقاد بحثت ووجدت كُتباً تتكلم عن التفاعل، واتباعاً لتعليماتها صممت بيئة صفية يُسابق فيها الطالب المشاغب الطالب المجتهد. كان النشاط عجيباً لدرجة أن مديري ظن أني محدث ثورة في التعليم.

أنا ظننت أني أحدث ثورة في التعليم!

حتى جاء اليوم الذي أقيس فيه ما تعلم طلابي: الاختبار. 

صدمة.

لماذا هذا المستوى الضعيف بعد كل ذاك التفاعل؟

في موضوع هذا الأسبوع سأخبرك بالشروط التي تجب أن تتوفر لكي يكون التفاعل محدِثاً للتعلم. بالإضافة، سأعطيك طريقة لتحويل كلامنا النظري إلى تطبيق عملي. هل أنت مستعدة؟

التمس منك العذر.

لأني أريد أن أغير رأيك عن مفهوم قد يكون مبطناً لديك.

التفاعل لا يساوي التعلم

فكرة أن تفاعل الطالبة يدل على تعلمها شائعة في التعليم. لكن هذه الفكرة هي نصف الحقيقة فقط. النصف الآخر هو: تفاعل الطالبة مع شيء يدل على تعلمها للشيء.

هذه الإضافة مهمة. لأنه ليس من الصعب تصميم درس يتفاعل معه ١٠٠٪ من الطالبات، لكن تفاعلهن منصب في جانب بعيد عن محتوى الدرس.

لنأخذ الرياضيات على سبيل المثال.

تخيلي معي ورق لعب مكتوب فيه مسائل حسابية. وتخيلي الطالبات في مجموعات. وتخيلي قوانين اللعب. وجوائز الفوز.  كل هذه الأشياء تجذب الطالبات وتجعلهن متفاعلات.

لكن أغلب تفاعلهن منصب في لعبة، في طريقة اللعب، وطريقة الفوز. ومتى أستخدم بطاقة الجوكر. وكيف أن الطالبة سملى خرقت قوانين اللعبة. والطالبة هند أخطأت في تطبيق القوانين. والطالبة عبير اكتشفت فجوة في نظام اللعب.

ماذا عن المسائل الحسابية المكتوبة على الأوراق؟

لأجيب على هذا السؤال، أريدك أن تفكري من منظور الطالبة.

كم من وقت الفعالية ستقضيه هذه الطالبة بالتفكير في الرياضيات؟

إذا كان الوقت وقتا كثيرا، سنقول أن لعبة الأوراق جيدة لتعليم الرياضيات. أما إذا كان الوقت قصيرا، لن تكون لعبة الأوراق جيدة (لتعليم الرياضيات).

بديهي؟

للأسف لم أكن واعياً لهذه الفكرة البسيطة. لم ألاحظ أن تفاعل طلابي كان منصباً في التكيف مع أسلوبي المختلف، وليس مع الرياضيات.

ولتتفادي ارتكاب هذا الخطأ، فكري في هذا الشرط: يجب أن يكون معظم تفاعل الطالبة منصب في محتوى الدرس.

تطبيق

أريدك أن تفكري في جميع فعالياتك داخل الصف، منذ لحظة دخولك حتى لحظة خروجك. فكري في كل التفاصيل مثل تحضير الطالبات، ومراجعة ما سبق، وكتابة عنوان اليوم، والتأكد من حل الواجب، وعرض الدرس، ومناقشة الدرس، ومن فعالية إخراج طالبة لتحل المثال على السبورة.

بعد ذلك، لكل فعالية حددي إذا كانت تدعو الطالبات للتفاعل مع محتوى الدرس.

إذا كان الجواب لا، اسألي نفسك ”هل هذه الفعالية ضرورية“؟

إذا كان الجواب لا = حذف

إذا كان الجواب نعم، اسألي نفسك ”هل بالإمكان استثمار وقتها في التعلم“؟

عندما طبقت هذه الفكرة وجدت أن وقت تحضير الطلاب فارغ، أنا أحدد الحضور من الطلاب بينما ينتظروني بصمت. فأعدت تشكيل هذه الفعالية. صرت أعرض سؤالاً يقوم بحله جميع الطلاب بدلا من الانتظار أثناء تسجيلي للحضور.

رسالة لك

بتطبيق فكرة اليوم، ستستغلي كل فرص التعليم داخل الصف. ولكن، أود أن أوضح أن رسالتي لا تحثك على استغلال جميع الفرص دائمًا. أدرك تمامًا أن الطالبات ليسوا آلات تعلم. أنت أيضا لست آلة تدريس. نحن بشر، وكمال تعليم البشر في أن تكون الرحلة التعليمة ممتعة.

أنا فقط أقدم لك أداة لتستخدميها بالطريقة التي تراها الأنسب. هل ترغبي في تعليم المزيد من الرياضيات؟ صممي تفاعلا مع الرياضيات. مزيد من المرح؟ صممي أنشطة ممتعة.

طلب صغير: تلاحظ أني استعملت ضمائر مؤنثة في نشرة هذا الأسبوع. وسبب هذا هو أن أنا أحب أجرب وما زلت أتعلم فنون الكتابة. فإذا ما أثقل عليك، ودي أسمع رأيك، قول لي بس عجبك الأسلوب أو لا هنا:

متى ما أردت، أستطيع مساعدتك من خلال:

١) منهج المعلم: انضمـ/ـي لأكثر من ٦٠ معلمـ/ـة في دورتي لتدريس الرياضيات. تعلمـ/ـي مهارات لرفع دافعية الطلاب وزيادة تعلمهم، واكتسب استراتيجيات لضبط الصف وقياس الفهم

٢) استشارة سريعة (مجانا): تواصلـ/ـي معي بطرح سؤال عن التعلم والتعليم